موقع اللسان من الإنسان موقع ينبغي أن يمتاز بالبحث والتحقيق عن حاله وبيان وظائفه عقلاً وشرعاً واجتماعاً ، فإنه من أعظم ما يمتاز به الإنسان عن أبناء جنسه ، ولذا قال تعالى : ( خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) (1) ، واللسان هو الطريق الوحيد العام لانتقال ضمائر الإنسان وعلومه ومعارفه إلى بني نوعه.
وأما البيان بالقلم ، كما قيل : إن البيان بيانان : بيان باللسان ، وبيان بالبنان ، فهو يختص من حيث الملقن والملقن له ، وكيفية التلقين بالعلماء ولا يعم الجميع. وذكر بعض علماء الفن أن المعاصي التي يمكن صدورها من اللسان ثمانية عشر نوعاً ، وسيأتي بعضها. ثم إن المراد بالصمت الممدوح أعم من الصمت عن التكلم الحرام ، أو عن التكلم بما لا فائدة فيه للانسان.
1 ـ الرحمن : 3 ـ 2.
فقد ورد في النصوص : أن علي بن الحسين عليهما السلام سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل ؟ فقال : لكل واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : كيف ذلك ؟ قال : لأن الله ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام ما كنت لأعدل القمر بالشمس ، إنك تصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت (1).
وأنه ليس على الجوارح عبادة أخف مؤونة وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله من الكلام في رضا الله ، ألا ترى أن الله لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسر إليهم من مكنونات علمه غير الكلام ؟ وكذلك بين الرسل والأمم فهو أفضل الوسائل والعبادة. وكذلك لا معصية أسرع عقوبة وأشد ملامة منه (2).
والسكوت خير من إملاء الشر ، وإملاء الخير خير من السكوت (3).
ولكن قد ورد : أن الكلام لو كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب ، (4) وظاهره أن الصمت في موضع رجحانه أفضل من الكلام في مورد رجحانه ، فهذا : إما بنحو الموجبة الجزئية ، أو أن الجملة مسوقة لبيان حال أكثر الناس ، حيث أنهم جاهلون بسطاء ، وكلامهم لو كان خيراً فهو خير قليل ، فسكوتهم أفضل منه.
وأنه : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة ، وكل كلام ليس
فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبراً وسكوته فكراً وكلامه ذكراً (1).
وأنه لا حافظ أحفظ من الصمت (2).
وأن علياً عليه السلام وقفت على رجل يتكلم بفضول الكلام وقال : إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك ، فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك (3).
وأن أعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه (4).
وأن النطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل (5).
وأنه تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه (6).
وأن من علامات الفقه الصمت (7) ( قال المجلسي قدس سره : الفقه هو العلم الرباني المستقر في القلب الذي يظهر آثاره على الجوارح ).
وأن الصمت باب من أبواب الحكمة يكسب المحبة ، وهو دليل على الخير (8).
وأن على لسان كل قائل رقيباً ، فليتق العبد ولينظر ما يقول (9).
وأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (10).
وأنه : ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان (1).
وأن المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً ، فاذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً (2).
وأن داود قال لسليمان : عليك بطول الصمت إلا من خير ، فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرات (3).
وأنه ما عبد الله بشيء أفضل من الصمت (4).
وأن من لم يملك لسانه يندم (5).
وأن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (6).
وأن الصمت مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك (7).
وأنه من المنجيات (8).
وأنه : إن أردت خير الدنيا والآخرة فاخزن لسانك كما تخزن مالك (9).
ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه (10).
وأن الصمت نعم العون في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً (11)
وأن كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب (1).
وأنه : لا بد للعاقل أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه (2).
وأن نجاة المؤمن في حفظ لسانه ، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته (3).
وأن ذلاقة اللسان رأس المال (4).
وأن من حق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده حسن القول وترك الفضول (5).
وأن الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ، فإذا تكلمت فأنت في وثاقه (6).
ورب كلمة سلبت نعمة (7).
ومن كثر كلامه كثر خطؤه (8).
وحبس اللسان سلامة الإنسان (9).
وبلاء الإنسان من اللسان (10).
وفتنة اللسان أشد من ضرب السيف (11).
وأن من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار (1).
وأنه : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، فمن استطاع أن يلقى الله وهو سليم اللسان من أعراض المسلمين فليفعل (2).
وأن اللسان كلب عقور ، إن خليته عقر (3).
وأن نجاة المؤمن من حفظه (4).
وأنه ما أحسن الصمت لا من عيّ ، والمهذار له سقطات (5).
وأن الكلام ثلاثة : رابح وسالم وشاحب ، فأما الرابح فالذي يذكر الله ، وأما السالم فالذي يقول ما أحب الله ، وأما الشاحب فالذي يخوض في الله (6).
وأنه : لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم (7).
وأن اللسان سبع ، إن خلي عنه عقر (8).
وأنه : هانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه (9).
وأنه إذا تم العقل نقص الكلام (10)
وأنه : رب قول أنفذ من صول (1).
وأنه : اجعلوا اللسان واحداً. وأن اللسان جموح بصاحبه ، وما أرى عبداً يتقي بتقوى الله تنفعه حتى يختزن لسانه (2).
وأن لسان المؤمن من وراء قلبه ، وأن قلب المنافق من وراء لسانه (3).
وأن اللسان بضعة من الإنسان ، فلا يسعده القول إذا امتنع ، ولا يمهله النطق إذا اتسع (4).
وأن تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء (5).
وأنه إذا فاتك الأدب فالزم الصمت (6).
وأن المرء يعثر برجله فيبرأ ، ويعثر بلسانه فيقطع رأسه (7).
وأن الله جعل صورة المرأة في وجهها وصورة الرجل في منطقه (8).
ورحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم (9).
وأن الباقر عليه السلام قال : شيعتنا الخرس (10) ( هو جمع أخرس ، أي : لا يتكلمون باللغو والباطل ، وفيما لا يعلمون ، وفيما لا يعنيهم ، وفي مقام التقية ).
وأنه : ما من يوم إلا وكلّ عضو من أعضاء الجسد يكفّر اللسان يقول : نشدتك الله أن نعذب فيك (1). ( يكفر اللسان أي : يذل ويخضع له ، والمراد : أن لسان حال الأعظاء هو الإقسام له بأن تكف نفسك من أن نعذب بسببك ).
وأن الله يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح ، فيقول له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وانتهب بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام (2).
وأنه : إن كان في شيء شؤم ففي اللسان (3).
يقال ان الصمت أبلغ لغات الكلام...
ويقال ان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...
وجدت صمتي متجرا فلزمته فإن لم أجد ربحا فلست بخاسر..
قيل الكثير عن الصمت.....والكثير منا يعانون الصمت...
ولكن ...!
ماذا تفعل إذا كان الصمت طبعك عند الحزن والغضب .. ؟؟
عندما يسيء اليك عزيز لديك بكلمة أو تصرف ...
فتصمت وتتجمد الحروف على شفتيك
وتتحجر الدموع في عينيك .
ماذا تفعل ؟؟
إذا تجاهل هذا الشخص ألمك .. وتناسى إساءته ..
وتابع حياته معك وكأن شيئا لم يكن .. والصمت طبعك
والألم بداخلك يقتلك ..
ماذا تفعل ؟؟
إذا تجاهلك عزيز لديك والتفت الى أولويات واهتمامات أخرى
وابتعد عنك .. وأنت تركض خلفه تريد احتضانه
ويستمر باهتماماته الاخرى .. فتتركه وتبقى مع ذكرياتك ....
يعود اليك لائما معاتبا متهما اياك بالبرود والابتعاد عنه ....
وانت بصمتك لاتستطيع ان تقول له انه المخطىء وترد على اتهاماته ...
وتبقى مع ألمك الداخلي لاتستطيع حتى أن تنبهس وتهمس بكلمة واحدة
تشعر أن كل شيء فيك قد تجمد ..
ماذا تفعل ؟؟
إذا تعلقت بإنسان وشعرت انك بوجوده معك قد ملكت العالم بيديك ..
واختفى من حياتك , وهو يعرف انه بتصرفه سيقتلك قلقا وخوفا عليه
ويتركك تنهار وتنهار وتتحطم ...... ويعود إليك معاتبا متسائلا لماذا تغيرت ؟؟
وأنت تقف حائرا وتشعر أن جميع حروف الهجاء قد اختفت من ذاكرتك .....
فالصمت طبعك ..
ماذا تفعل ؟؟؟؟
عندما ينظر إليك الناس على انك متكبر
متعالي عليهم ..
ولكن حقيقتك ونقطة ضعفك أنك تخاف الاختلاط بهم خوفا من اية
اساءة مقصودة أو غير مقصودة تقف امامها عاجزا عن الرد ..
ماذا تفعل ؟؟
عندما تهرب بصمتك ممن اساء اليك لتبكي بمفردك وتبكي ...
وعليك أن تظهر أمام الناس بانك سعيد وقوي.. مرح متفائل ...
ماذا تفعل ؟؟؟
عندما تشعر بأن قلبك اصبح اضعف من أن يحتمل المزيد من الالم ..
ممن حولك .. وأنت لاتعرف أن تتكلم عند الحزن والغضب ...!
ولا تعرف أن تلوم أو تعاتب ...
ماذا تفعل ؟؟
هل جربتم يوما شيئا كهذا ؟؟
هل احسستم بالم الصمت ؟؟
عند صمتكم بهذه الحالات لن تستطيعون الكلام ولا الشراب أو الاكل
قد تستمرون لساعات أو ايام .. يتبعها ألم قاتل
بالمعدة وتشنج ومضاعافات ذلك قد يستمر لأشهر .
ماذا تفعلون إذا كنتم لاتستطيعون التغلب على نقطة ضعفكم التي
هي صمتكم عندما يساء اليكم ؟؟
أحمد البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام
إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
السكوت علامة الرضا
أنت على رد ما لم تقل أقدر منك على رد ما قلت
إياك وأن يضرب لسانك عنقك
تكلم فقد كلم الله موسى
خير الخلال حفظ اللسان
خير الكلام ما قل ودل
رب سكوت أبلغ من كلام
رب قول أشد من صول
رب كلام يثير الحروب
رب كلمة قالت لصاحبها دعني
سرك أسيرك
سلامة الإنسان في حلاوة اللسان
صدرك أوسع لسرك
صدور الأحرار قبور الأسرار
عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان
كأن على رءوسهم الطير
كل سر جاوز الاثنين شاع
لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر
لا تهرف بما لا تعرف
لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن هنته هانك
الساكت عن الحق شيطان أخرس
مقتل الرجل بين فكيه
ملكت نفسي يوم ملكت منطقي
من كتم سره كان الخيار بيده
واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
وبعض القول يذهب في الرياح
وَجُرْحُ اللسان كَجُرْحِ اليد
وفي الصمت ستر للغيّ وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلما
ولفظة زائغة سبيلها قد سلبت نعمة من يقولها
من لم يكن لسره كتوما فلا يلم في كشفه نديما.
الصمت .. ماذا يعني لك ؟؟ "
يمنحك طاقه قويه للتفكير بعمق في كل ما يحصل حولك والتركيز بعقلانية على إجابتك
الصمت
يجعلك تسيطر على من أمامك من خلال نظرات محملة بمعان غير منطوقة تجعلهم حائرين في تفسيرها
المصحوب ببعض الحركات والإيماءات يرغم من أمامك على البوح بما داخله فيقول اكثر مما يريد فعلا
الصمت
يولد لدى الآخرين شعورا بالغيظ الشديد لأنهم يعتبرونه هجوما مستترا ، فتكون الأقوى من دون كلام ولا تعب
الصمت
هو الحل الأفضل أمام المشاكل الزوجية التافهة
الصمت
في المواقف الصعبة يولد الاحترام ، بعكس الصراع و الجدل الذي يولد التنافر والحقد
الصمت
يدمر أسلحة من تتشاجر معهم ويجردهم من القدرة على مواصلة الكلام
ـ عندما يصمت شريكك اصمت فيتساءل عن سبب صمتك ويبدأ هو بالكلام
الصمت
يعلمك حسن الاستماع الذي يفتقده الكثيرون
الصمت
حاول إتقانه ولن تفشل أبدا في تحقيق ما تريد في أي وقت وفي أي موقف
الصمت ذلك الشيء الهين اللين الذي لا يكلف النفس أو الجوارح تعب أو نصب .
تصون لسانك تملك زمام أمرك ، تطلق لسانك فأنت تحت رحمته .
سياطه مؤلمة تصل القلب قبل العين ودمعه حار يحرق الخدين .
للناس ألسن كما أنت
فلا تذكر أحدُُ ُ بعيب فتٌذكر